هل تغير موقفك مما يحدث في سوريا وما حدث سابقاً؟ هل تغيرت لغتك في استنكار هذه الحرب المدمرة؟ هل نسيت أو تناسيت المعتقلين، واللاجئين، والنازحين، والشهداء؟

حقيقة لا يفاجئني هذا السؤال، بل على العكس قد يفاجئني عدم طرحه.

يقول غاندي: النصر الذي يحققه العنف هو بمثابة هزيمة لأنه مؤقت.

 

بعد أكثر من عشر سنوات من الحرب، هل من الصواب ألا نحاول إيجاد صيغة مشتركة للتعايش السلمي؟ هل من العدل ألا يكون هناك عقد اجتماعي يضمن كرامة الشعب السوري؟

حدثت حروب وثورات كثيرة على مر التاريخ، حروب حصلت في دول كثيرة، هي اليوم من أكثر الدول سلاما وتطورا. بمعنى أن الاستفادة من تجارب الآخرين ودراسة تجارب الدول جميعاً، هي خطوة مهمه لتجاوز الكثير من العقبات، ووضع خطط، وحلول جيدة وجديدة.

 

جميع الدول المتقدمة تحتوي على أحزاب مختلفة وربما متنافسة، لكنها جميعها تخضع لدستور الدولة ولقوانينها، والتي تضمن الحقوق المرتبطة بالعمل الحزبي.

في هذه المرحلة، لا بد للسوريين من عقد اجتماعي سوري مبني على المواطنة، يتجاوزون فيه كافة المعضلات الموجودة، هذا العقد يجب أن ينظم العلاقات بين كافة مكونات الشعب السوري مع احترام الاختلاف والاعتراف بأن هذا الاختلاف هو تميز ايجابي للمجتمع السوري.

 

ما نطمح اليه هو دولة مدنية قائمة على المواطنة، وأن يحكم القانون الجميع، وأن يحترم الجميع القانون، وأن يكون الكل سواسية. من تجربتي الشخصية يمكنني القول بعد كل هذه السنوات، بأنه لم يعد يزعجني سماع من يخالفني الرأي. ما يعنيني الآن هو البحث عما هو مشترك، وعن كيفية الوصول الى صيغة مشتركة دون المساس بما أؤمن به.

 

هدفي الأكبر يبقى بلد المواطنة، وتمكين المرأة من العمل السياسي، وحل ملف المعتقلين، وضمان عوده اللاجئين. فكسب المعركة لا يتم بمقدار ما نقتل من خصومنا، ولكن بمقدار ما نقتل في نفوسنا الرغبة في القتل والانتقام.

من أعضاء مجلس المدونة ©

2021.06.0303.06.2021