في خضمَّ التجاذبات السياسية، وحالة المد والجزر التي تشهدها المنطقة المحيطة بالملف السوري، تطفو قضية "اللاجئين السوريين على السطح، وتعود للواجهة، حيث يتخذ منها البعض ورقة ضغط لأهداف سياسية، في حين يجعل منها البعض أزمة خانقة تخنق بلاده وتتسبب بزوالها..

وفي السياق أعلنت بعثات الأمم المتحدة اليوم "السبت" تعليقها للمساعدات النقدية المقدمة للاجئين السوريين في لبنان حتى إشعار آخر، وذلك بناء على مخرجات اللقاءات التي عقدت مؤخراً بين رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية "نجيب ميقاتي" ووزير الشؤون الاجتماعية "هكتور الحجار" من جهة، وممثلين عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والأمم المتحدة، في خطوة لاتخاذ الآلية المناسبة لتقديم المساعدات، في ظل المطالبات المستمرة من قبل الحكومة اللبنانية بإعادة اللاجئين السوريين لبلادهم..

وتتزامن هذه المستجدات مع مجريات الانتخابات الرئاسية في تركيا، والتي تستضيف حوالي 3 ملايين و381 ألفاً و429 سورياً، تحت بند الحماية المؤقتة، حيث وجه المرشح الرئاسي "كمال كليتشدار أوغلو" حملته الانتخابية لطرد اللاجئين السوريين، متوعداً بإعادتهم إلى بلادهم في حال فوزه، وتجاوزت المعارضة ذلك إلى تعليق لافتات في الشوارع العامة وكتابة عبارات على الإعلانات الطرقية تدعو إلى ترحيل السوريين، كتب عليها "السوريون .. سيرحلون"، في محاولة لتحقيق مكاسب سياسية، واستقطاب الشريحة العنصرية التي لا ترحب باللاجئين، ما أثار حالة من الرعب لدى السوريين في تركيا، الذين يرزحون تحت تهديد الترحيل..

يذكر أن عدد اللاجئين السسوريين في لبنان حوالي مليون و800 ألف لاجئ بحسب التقديرات اللبنانية، فيما يعيش في تركيا أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري..

وكانت مدونة السلوك لعيش سوري مشترك تبنت قضية اللاجئين السوريين كأحد أهم الملفات، داعية لضمان حق العودة للنازحين واللاجئين، بوصفه حق من الحقوق التي يجب مراعاتها ولا يمكن تحقيق الحل بدونه..

فريق التحرير ©

2023.05.2727.05.2023