{

تعد أزمة اللجوء التي أفرزتها الحرب الدائرة في سوريا على مدى أكثر من عقد، الأكبر من نوعها في العصر الحالي، إذ لا تزال تبعاتها تنعكس سلبا على واقع اللاجئين السوريين في دول الجوار والدول الأوروبية..

تتباين أشكال المعاناة التي يعيشها اللاجئون السوريون، تبعا لمناطق تواجدهم، حيث يعتبرهم لبنان عبئا على موارد الدولة، ويعما جاهدا عبر حكومته على التخلص منهم، وإصدار إجراءات صارمة للحد من تواجدهم على أراضيه، واتخاذ تدابير لإعادتهم إلى سوريا، في ظل تنامي الخطاب العنصري حيالهم، واستمرار الوضع المعيشي في سوريا بالتدهور، ما يدفع بالسوريين للجوء إلى لبنان كوجهة محتملة أولى، فيما لا يمر يوم يخلو من تصريحات مسؤولين لبنانيين حول إعادة اللاجئين السوريين..

ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للاجئين السوريين الذين هربوا طلبا للأمان والاستقرار إلى تركيا، ليجدوا أنفسهم عالقين في كماشة العنصرية، وفي أفضل الأحيان ورقة سياسية يتناقلها السياسيون كورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية، على غرار ما جرى في الانتخابات الرئاسية التركية لعام 2023، في ظل تنامي خطاب الكراهية حيال اللاجئين، وحالات العنف والقتل التي يتعرضون لها..

ويعرف القانون الدولي اللجوء على أنه هرب الضحايا من الأخطار المحدقة بهم، بسبب النزاعات المسلحة إلى أماكن وهيئات توفر لهم الحماية، إلا أن عدم تطبيق إجراءات الحماية للاجئين السوريين في دول الجوار، أدى لتنامي ظاهرة الهجرة غير السرعية إلى أوروبا، والتي تسبب بغرق وفقدان مئات آلاف السوريين على طريق اللجوء..

وفي حين يعاني اللاجئون السوريون من ظروف اللجوء، إلا أن نماذج كثيرة برزت في هذه الدول، مع توفير ظروف تعليم وبيئة مناسبة، جعلت الكثير من السوريين يتفوقون ويحصلون على مراتب متقدمة في ميدان العمل والتعليم..

وتناشد الدول المضيفة للاجئين السوريين المجتمع الدولي بدعهما، في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العالم أجمع، وتنامي الاحتياجات، وعجز المنظمات الأممية وبرامج الأغذية عن تلبيتها..

 

 

 

بتول الحكيم ©

2023.09.2020.09.2023