قال الباحث السياسي "بسام قوتلي" لمدونة السلوك إن نظام الأسد يفتقد أي مرونة، يمكن أن تقود إلى حلول إيجابية لسوريا، وهذا ما فرض الثورة، كمخرج وحيد لشعب عانى من القمع لعقود، فنظام الأسد الأب وبعده الابن، اعتاد البقاء في مواقعه، وانتظار تغييرات في السياسات الدولية تعيد له دوره، وهذا ما يقوم به حالياً بدعم إيراني، مضيفاً: "أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة تجميد نسبي للصراع، ستعتمد مخرجاته على التفاوض بين الدول المعنية في ظل انعدام دور السوريين، ومن هنا تنبع حاجة السوريين للتنظيم والعمل الجماعي، حتى يكون لهم دور ما في تحديد مستقبلهم..

وأضاف "قوتلي" أن المواطنة لا تفترض المثلية القومية أو الطائفية، موضحاً أن اتجاه المدونة للاعتراف بالتنوع السوري أساسي لبناء سوريا المستقبل على مصالح السوريين المشتركة، مؤكداً أن البديل يحتم الدخول في صراعات هوياتية صفرية الطابع يخسر فيها الجميع..

ووفقاً لـ"قوتلي" لا تمانع  واشنطن والدول الأوربية، وجود حوار عربي من نظام الأسد، لاستكشاف مدى مرونة نظام الأسد، مؤكداً أنه لا يمكن الوصول إلى حل نهائي دون المرور بواشنطن، والعقوبات الجديدة ما هي إلا تعزيز للموقع الأمريكي، كبوابة لا بد من العبور من خلالها لتحقيق أي حل..

وعند سؤال "القوتلي" عن المعارضة السورية، قال إن المعارضة الرسمية ليست أكثر من أداة للدول التي ساهمت في تشكيلها، ودورها محصور بالتوقيع، حين تتوصل الدول إلى اتفاق لحل القضية السورية حسب مصالحهم، موضحاً أن المطلوب من هذه المعارضة إعادة تشكيل نفسها لتمثيل السوريين بدلاً من الدول، مبدياً عدم تفاؤله بقدرتها على القيام بذلك، لتأتي ضرورة قيام السوريين بتنظيم أنفسهم ضمن أطر سياسية واضحة، تقوم بملء الفراغ وتمثل مصالح السوريين..
وتعليقاً على التطبيع بين الحكومة السورية وتركيا، رجح "قوتلي" أن يكون انحسار الضغط الانتخابي على الحكومة التركية، سبباً في خسارة نظام الأسد أهم آلياته للضغط على تركيا، بينما تعطل إيران أي حل يزيد النفوذ التركي؛ لأنه سيكون على حسابها جزئياً، ما يعني تقدماً جزئياً ومحدوداً للمفاوضات بين الجانبين لا أكثر..

بسام قوتلي ©

2023.07.1515.07.2023