أثارت عودة سورية لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية جدلاً واسعاً، حيث تمّ تجميد عضويتها عام 2011 على خلفية الأحداث التي جرت في سوريا، لتعود بعد 12 عاماً لشغل مقعدها مجدداً، وفق بيان صادر عن الجامعة يؤكد موافقة وزراء الخارجية العرب، الذين اجتمعوا في القاهرة، قبيل انعقاد القمة العربية، على عودة سوريا للجامعة العربية..

 تلا ذلك تلقي الرئيس السوري بشار الأسد دعوة رسمية من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لحضور القمة العربية في دورتها الـ32 بجدة، وحضوره القمة، ما أثار ردود فعل متباينة عربياً وعالمياً..

وفي السياق قال وزير الخارجية السوري فيصل المقداد: "إن الكلمات الترحيبية بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، تظهر مدى الاشتياق لسوريا، مشبهاً ذلك بعود الحبيب لحبيبته، فيما عبر الائتلاف الوطني السوري المعارض عبر بيان عن استيائه من قرار إعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية لبشار الأسد، معتبراً القرار تخليا عن الشعب السوري ودعم مطالبه المحقة..

 وكما تباينت ردود أفعال السوريين، ظهر ذلك أيضا في ردود فعل الزعماء العرب، إذ قال وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني "إن الحل الوحيد لتطبيع العلاقات مع "النظام السوري"، هو إيجاد حل شامل وعادل يرضي الشعب السوري، مؤكداً أن قطر لا تريد الخروج عن الإجماع العربي حول عودة سوريا لجامعة الدول العربية..

 و أكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد بن محمد الأنصاري أن موقف بلاده من التطبيع مع "النظام السوري" لم يتغير، إلا أن حكومته لن تقف عائقاً أمام الخطوة التي اتخذتها الجامعة العربية، معلقاً تطبيع علاقات بلاده مع دمشق بتقدم العملية السياسية..

وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إن إعادة دمشق للجامعة العربية تأتي في سبيل السعي العربي لتسهيل حل الأزمة السورية، معتبراً عودة سوريا للجامعة شأن عربي، يجب العمل عليه بمعزل عن رؤية القوى الخارجية، موضحا أن العودة لا تعني التوصل لحل الإشكالية السورية، وأن دمشق قبلت بأن تكون عودتها جزءا من سياق الحل..

وانتقدت الولايات المتحدة عودة النظام لجامعة الدول العربية، مؤكدة أنه لا يستحق هذه الخطوة، حيث شككت في رغبته بإيجاد حل للأزمة السورية، حيث قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، لموقع الحرة: لا نعتقد أن سوريا تستحق إعادة القبول في جامعة الدول العربية في هذا الوقت، وهذه نقطة قمنا بتوضيحها لجميع شركائنا..

وفي سياق متصل أكدت المسؤولة السياسية عن الملف السوري في البعثة البريطانية ببيروت "إلينور ليبمان" خلال لقائها مع رئيس الحكومة السورية المؤقتة "عبدالرحمن مصطفى" مؤخرا معارضة  بلادها التطبيع مع حكومة بشار الأسد مضيفة أن الحل في سوريا لن يكون إلا بتطبيق القرار 2254.

وكانت جدة شهدت عودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية، حيث  استضافت مؤخرا  أعمال القمة العربية، بحضور "بشار الأسد" للمرة الأولى منذ 12 عاماً، ومشاركة 15 قائداً عربياً و4 رؤساء و3 ممثلين عن دول عربية 
 

فريق التحرير ©

2023.05.2424.05.2023