يطال التغير المناخي كافة مناطق العالم، وتشمل تأثيراته السلبية الغذاء والماء وسبل العيش والأمن الصحي والاقتصادي، ولكن المجتمعات غير المستقرة، والتي تعاني من الأزمات والكوارث والحروب، تظهر عليها التأثيرات بشكل أوضح، نظرا لمحدودية الموارد ونواتج الأزمات..

ويتفق العلماء على أن تغير المناخ، لا يتسبب بالنزاعات المسلحة، ولكنه يفاقم من خطر اندلاعها، وفقا للعوامل الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والتي تعد في مناطق النزاعات الكوارث بيئة خصبة لتفاقم الأزمات وصعوبة مواجهتها والتعامل معها، حيث يحد انعدام الأمن، من قدرة الناس على مواجهة عواقب الصدمات المناخية..

وفي السياق أصدرت لجنة الصليب الأحمر تقريرا بعنوان "عندما تمطر غبارا"، استطلعت من خلاله مدى تضرر البلدان، التي تعاني من النزاعات المسلحة من تغير المناخ، وذكرت أن البيئة الطبيعية، تلحق بها أضرار بالغة، جراء الحرب، إذ تتسبب الهجمات بالأسلحة الثقيلة، بتلوث المياه والتربة والأراضي الزراعية والهواء..

ففي سوريا وعلى مدى أكثر من عقد، أثرت مخلفات الحرب أيضا، على التربة والحياة الرعوية، وساهمت المتفجرات، بالتدهور البيئي، إلى جانب حركة النزوح، التي شكلت ضغطا على الموارد
الطبيعية، وانخفاض منسوب مياه الأنهار، والحرائق التي تلتهم الغابات والمحاصيل، وتتسبب بتصاعد الغازات الملوثة..

ووفقا لتقرير موقع "ذا نيو هيومانتيريان"، فإن النزوح القسري، وارتفاع نسبة الفر، وآثار زلزال السادس من شباك عام 2023 في سوريا، تركت السكان غير قادرين، على مواجهة الصدمات الناتجة، عن انعدام الأمن المائي، كما أن الجفاف منذ عام 2021 وآثار الصراع، ساهمت بانخفاض مستويات مياه الشرب والزراعة والصرف الصحي..

وبحسب الأمم المتحدة، فإن تغير المناخ، يتبع لعوامل عدة، منها استخدام وسائل النقل وقطع الغابات والتصنيع وتوليد الطاقة، وبالتالي يؤدي تغيير المناخ، لارتفاع درجات الحرارة وارتفاع شدة العواصف والأعاصير، وزيادة الجفاف الذي بدوره يؤدي لعواصف رملية وترابية مدمرة، وفقدان الأنواع، ونقص الموارد الغذائية والمساحات الرعوية والعشبية، ما يؤثر بدوره على الثروة الحيوانية..

كما يعتبر تغير المناخ، أكبر تهديد صحي يواجه البشرية، بسبب زيادة التلوث والأمراض، وانتشار سوء التغذية والجوع، والظواهر الجوية المدمرة، التي تؤدي لتدمير المأوى وسبل العيش وتتسبب بالتهجير وتفاقم مشكلة الفقر

فريق التحرير ©

2023.12.0202.12.2023