في الحروب والأزمات، يدفع الأطفال الثمن الأكبر، على اعتبارهم الشريحة الأكثر ضعفاً وهشاشة في المجتمعات، ما يسهل وقوعهم فرائس لتداعيات الحروب..

فيترك الأطفال مقاعد الدراسة بفعل الحرب، وتنشط عمالة الأطفال وتجنيدهم، إلى جانب فقدان الأطراف جراء الكوارث والحروب وتزويج القاصرات..

فماذا فعلت الحرب بأطفال سوريا؟
أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، أن أكثر من نصف أطفال سوريا، خارج مقاعد الدراسة، أي أن 2.4 مليون طفل سوري محرومين من التعليم، فواحدة من كل 3 مدارس في سوريا، غير مؤهلة لاستقبال الطلاب، كما أن عدداً كبيراً من الأطفال، اضطروا للتوجه لسوق العمل، نظرا لفقدان المعيل والحاجة لإعالة أسرهم، ما يعرض الأطفال لمخاطر جسدية ونفسية، إذ يتوجهون للعمل في مهن وأعمال، لا تتناسب مع بنيتهم الجسدية وسنهم، كالعمل في جمع البلاستيك وورشات تصليح السيارات والأفران، مقابل مبالغ زهيدة..

وتعرض الأطفال أيضاً لخطر التجنيد من قبل أطراف النزاع في سوريا، نظرا للقدرة على التحكم بهم والسيطرة عليهم، بسبب حداثة سنهم وسهولة التأثير عليهم وانقيادهم..

ومن ضمن الأخطار التي تعرضت لها الأطفال جراء الحرب في سوريا، تنامي ظاهرة تزويج القاصرات، التي تؤدي لأعراض نفسية ومخاطر جسدية، إلى جانب انعدام توثيق الزيجات، ما يزيد الأمر تعقيدا، ويجعل من تزويج القاصرات مشكلة لا حلا..
ولا يخفى على المتابع أعداد الأطفال والمراهقين، الذين فقدوا براً وبحراً، جراء الهجرة غير الشرعية، ومحاولة الوصول إلى البلدان الأوروبية، كأحد سبل النجاة من الحرب وتداعياتها، ومحاولة الحصول على حياة آمنة وكريمة، إلا أن ذلك في كثير من الأحيان غدا حلما صعب المنال، تسبب في مقتلهم..

هي الحرب.. لم تترك أطفال سوريا يحظون بطفولتهم، بل أسدلت عليهم رداء الموت والدمار وسلبتهم براءتهم وعبثت بأحلامهم.. فهل من موقف لما يجري.. كفى

قريق التحرير ©

2023.11.0404.11.2023