ماذا قال الباحث النعيمي عن مبادئ المدونة

ذكر الباحث المشارك في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية "مصطفى النعيمي" خلال حديثه مع مدونة السلوك، أن الحل في سوريا ينقسم إلى مسارين متوازيين، لا بد منهما لتجنيب البلاد مزيداً من الدماء..

وأوضح "النعيمي" أن المسار الأول دولي، تشرف عليه الأمم المتحدة، بتكليف بعض الدول العربية،  الأقرب إلى ثقافة الشعب السوري، وذلك لإدارة مرحلة ما بعد الأسد،  في حال تطبيق المرحلة الانتقالية ومنع أي تداعيات لفراغ السلطة، وضمان قدرة القوى العاملة على ضبط الأمن بقدرات فائقة في إدارة الأزمات، تبدأ بالقدرة في الانخراط  بين مكونات الشعب السوري المختلفة، وصولا إلى إجراء التفاهمات التي تمنع السلاح المنفلت، وتكليف وجهاء المناطق في عملية، جمع السلاح المنفلت، من خلال تقديم الحوافز المالية، لكل من يقوم على تسليم السلاح، ووقف عمليات بيعو تهريب السلاح من وإلى سوريا، عبر إغلاق المعابر الحدودية البرية والبحرية والجوية؛ لإنهاء حالة فوضى السلاح بشكل تدريجي، وصولا إلى الانتهاء من عمليات البيع المحلية.

أما المسار الثاني وفقا للنعيمي فينطلق من نشر الوعي المجتمعي من خلال المنظمات المحلية والمجالس المحلية ووجهاء الأهالي، من خلال تسليط الضوء على ضرورة الانخراط الكامل ضمن سوريا المستقبل بعيدا عن حالات الفوضى السابقة وما تبعها من آثار وشروخ مجتمعية ومناطقية وقومية ومذهبية وعرقية وغيرها، وإنهاء حالة الفوضى السياسية والانتقال إلى دولة العدالة التي يحكمها القانون،  بعيداً عن الانتماءات والتوظيفات المحلية والإقليمية والدولية بما يتعارض مع رؤية الشعب السوري.

وأضاف "النعيمي" أن التعاطي مع أسباب الخوف لدى جميع أطياف الشعب السوري بشأن الحل في سوريا أمر صعب، لكن ليس مستحيلاً، فتاريخ الصراعات والتوترات السياسية والاجتماعية، يسهم في تعميق القلق والخوف من المجهول القادم.

 ولفت النعيمي الى أن أهم دواعي التخوف من مرحلة ما بعد الأسد حسب "النعيمي"، تتمثل في عدم اليقين بأن الأوضاع ستستقر في المستقبل القريب، إضافة إلى أن العنف والصراعات ما زالت مستمرة، والسبب الرئيسي وفق وجهة نظري بأن النظام السوري الحالي غير قادر على إنجاز أي حل سياسي، من شأنه تحريك عجلة الانتقال السياسي، وإنهاء حالة التوتر القائمة منذ 12 عاماً، إضافة إلى الانقسامات الاجتماعية والطائفية التي يتخوف منها الأفراد بشتى انتماءاتهم العرقية والدينية، ومدى تأثيرها على اتخاذهم القرار الأنجع، في ظل استنزاف سوريا من قبل القوى الدولية التي تمثل قوى أمر واقع في سوريا، ومن الصعب تجاوزها دون وجود حل حقيقي، تفرضه المنظومة الدولية، يبدأ بمعالجة رأس السلطة وتنفيذ مقررات مجلس الأمن الدولي، وإغلاق كافة المسارات الثنائية وغيرها التي لم تنجز حلاً، بل وربما  ساهمت في تعزيز الهوة بين مكونات الشعب السوري.

إعادة توطين المقاتلين الأجانب في سوريا، أيضا أمر مهم لتحقيق الاستقرار كما ذكر "النعيمي"، حيث يتطلب ذلك إنشاء أحزمة أمنية لمواجهة هذه القوى، التي تحاصر العاصمة السورية دمشق على مدار 12 عاماً، داعياً لإنهاء ملف المجنسين الأجانب، وخاصة من حملة الجنسية الإيرانية وما تبعها من مقاتلين أجانب، إلى جانب أهمية تهيئة الظروف الأمنية الملائمة للعودة الطوعية التدريجية للمهجرين، وإعادة تمكينهم من خلال برامج دولية، تعيد لهم حقوقهم...

وحول انسداد أفق الحل السياسي في سوريا،أرجع "النعيمي" ذلك إلى عدم قيام  المنظومة الدولية بمسؤولياتها تجاه حماية الشعوب، التي تمارس بحقها جرائم فردية وجماعية وبأسلحة كلاسيكية ومحرمة دولياً، متهماً الأمم المتحدة بعد الجدية في تنفيذ مقرراتها بشأن إنهاء الأزمة السورية، حيث إنها تمتلك القدرات القانونية لذلك،  من خلال تنفيذ مقررات مجلس الأمن لاسيما القرار الأخير 2254 والذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات، كذلك من خلال استخدام سلطة مجلس الأمن الدولي ووفق البند السابع...

وعند سؤال "النعيمي" عن مبدأ "لا غالب ولا مغلوب" الذي تتبناه مدونة السلوك، قال إنه يمكن أن يكون مفيداً على المدى البعيد.


وعن أهمية عدم تسييس الانتماء كمبدأ من مبادئ مدونة السلوك، رجح "النعيمي أن يكون له دور مهم، وخاصة  في عملية الانتقال من سوريا في ظل حقبة النظام إلى سوريا المستقبل الديمقراطية، موضحاً أن الشعب السوري دفع لذلك ثمناً باهظاً، في ظل الظروف الدولية وتراجع أهمية تقديم الحلول للأزمة السورية، مؤكداً أهمية إعادة تسليط الضوء على الأزمة، وضرورة تحقيق أعلى المكتسبات للعدالة الانتقالية المجتمعية وصولا إلى عودة سوريا لمكانتها العربية والدولية.

مصطفى النعيمي ©

2023.07.1212.07.2023