قال الدكتور مصطفى الكيالي أحد أعضاء "مدونة السلوك لعيش سوري مشترك" مبيناً أهمية المدونة في كونها مبادرة مجتمعية بالدرجة الأولى، تتميز عن كل مبادرات المسار الثاني، إذ تجاوزت ثنائية "المعارضة- النظام"، حيث فتحت المجال لمشاركة شخصيات ومفاصل اجتماعية من داخل سوريا، ومن جميع مكونات الشعب السوري، التي حالت بينها خطوط عدة، أفرزها الخيار الأمني والعسكري، الذي ذهبت إليه البلد في بداية الثورة..

وفيما يتعلق بالمبادئ التي تبنتها مدونة السلوك، أوضح د. كيالي أنها لا تقدم وثيقة لحل سياسي، حيث إن هذه مهمة المسار الأول، بل تقدم مبادئ عامة تصلح لتكون مبادئ فوق دستورية أو مدونة سلوك، يُسترشد بها في مسار الحل السياسي..

وأكد د. كيالي أنه لا يمكن مقارنة مجلس المدونة بالأجسام السياسية الأخرى، فالمشاركون بها من خلفيات سياسية متباينة، تجمع بينهم المبادئ العامة والمشتركات..

وأضاف د. كيالي حول رؤية المدونة لحل الأزمة السورية، أن حل النزاع  في حال عدم الحسم العسكري، يخضع لديناميكيات معينة، ونظراً لانسداد المسار الأول الذي يكون بين المعارضة والنظام، استُحدثت مدونة السلوك، بهدف كسر الجمود الذي يعتري مسارات حل الأزمة السورية..

وينفي د. كيالي أي علاقة تربط بين المدونة والسلطة في دمشق، مؤكداً عدم مشاركة أي شخصية رسمية في المدونة، إلا أنها تضمُّ مفاصل اجتماعية وعشائرية ودينية من أبناء الطائفة العلوية، وبالمقابل لا تربط المدونة علاقة رسمية مع المعارضة، ومشاركة شخصيات معارضة في جسم المدونة، جاءت تبعاً لخلفياتهم الاجتماعية، مع الاحتفاظ بحق الاختلاف سياسياً لكل فرد..

وأوضح د. كيالي أن المدونة لا تتلقى دعماً من أي جهة رسمية، ولكنها تحظى بتأييد من دوائر سياسية عدة في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب دعم لوجستي مقدم من مركز كانديد للدراسات، الذي يتبع للخارجية الألمانية، حيث يقوم المركز  بتأمين متطلبات اللقاء وإدارة الحوار.

ولا تدِّعي الشخصيات المشاركة في المدونة تمثيل الشعب السوري، إلا أنها مجموعة ارتأت أن من واجبها الوطني، سد الثغرة الموجودة في الحالة السورية، من خلال تأثيرها الاجتماعي..

ويبدأ عمل المدونة الحقيقي بعد الحل السياسي للأزمة السورية، فالمدونة عبر أعضائها ستلعب دوراً فعالاً في تشكيل شبكة أمان اجتماعي في سوريا، بهدف تجاوز الانقسامات الطائفية بين مكونات الشعب السوري..

وأضاف د. كيالي أن المدونة تهدف إلى كسر الجدار بين كافة مكونات الشعب السوري داخل وخارج سوريا، حيث لعبت الشخصيات المقيمة في الداخل، وخاصة من أبناء الطائفة العلوية، دوراً مهماً في هذا السياق، وللمرة الأولى أصبح هناك اهتمام بمثل هذه اللقاءات، بمنأى عن التشكيك والتخوين وتبادل الاتهامات، وهذا ما يجعل من الدونة تجربة رائدة، لم تتحقق في أي حوار "سوري- سوري" موسَّع.

د. مصطفى كيالي ©

2023.07.0606.07.2023