15-10-2023
بقلم: إدارة التحرير 

ًتعتبر صيغة "لا غالب ولا مغلوب"، إحدى آليات حل النزاعات، وإعادة توازن القوى وحالة التوافق بين المتنازعين، والقاعدة الذهبية التي تحكم نهايات الحروب والصراعات التي أخذت طابعا داخلياً، وفق مدونة السلوك لعيش سوري مشترك، كونها تأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الأطراف المتنازعة..

وتعتبر المدونة مبدأ "لا غالب ولا مغلوب"، الطريقة الأمثل لحل الأزمة السورية، حيث إن غلبة طرف من أطراف الصراع الداخلي، والتي تنتج عن ظروف معينة، مثل الحليف أو الداعم الخارجي، تستلزم بالضرورة، أن يبقى الصراع مفتوحاً إلى مالا نهاية..

وبالتالي ونظراً للمعطيات، فإن الطرف المغلوب، سيقتنص أي فرصة لامتلاك زمام الأمور، وتغيير المجريات على أرض الواقع، لقلب الموازين لصالحه، ما يجعل الصراع غير قابل للإنهاء..

في الحالة السورية، كانت الشعارات التي أوقدت النزاع، تحمل فكرا متطرفا من كلا الطرفين، فالطرف الذي أعلن التمرد، طالب بتغيير النظام، فيما رد الطرف الحاكم مهددا بالحسم العسكري، فيما أثبتت التجربة فشل هذه الرؤى، إذ إن الصراع بشكله هذا، محكوم بسقف من التوازنات، التي لا يمكن تجاوزها، والتمسك بهذا الشكل، يهدد وحدة وسلامة الأراضي السورية..

وحين أدرك الجميع، عدم قابلية هذا النزاع للانقضاء، وسوء الأوضاع وانعكاسها على كافة السوريين، لجؤوا للحل السياسي، الذي يعني أنه لا غالب ولا مغلوب..

وترى المدونة أن نجاح الحل مبني على هذا المبدأ بشكل أساسي، وهدفه توحيد السوريين حول هدف موحد، مفاده إخراج القوى الأجنبية من الأراضي السورية، والحفاظ على وحدة الأراضي السورية واستقلالها، وضمان غلبة الهوية الوطنية السورية على أي اعتبارات أخرى..

إدارة التحرير ©

2023.11.1717.11.2023