قال المعارض السوري موفق نيربية لمدونة السلوك إن التأثير الإيجابي للتطبيع العربي مع "الأسد" وعودته للجامعة العربية أمر ممكن، إذا ارتبط ذلك السياق بالالتزام بنقاط المبادرة الأردنية ومخرجات اجتماعات جدة وعمان، التي تقتضي التزام "النظام" بمسار تسوية القضية السورية ووقف المناورات، مضيفاً أن الواقع والتاريخ لا يعطيان دفعة للثقة بهذه الجهود وانعطافات المواقف العربية الحادة؛ لأسباب براغماتية لا تدعو للتفاؤل..

وفي سياق الحديث عن تصعيد لهجة واشنطن حيال التطبيع مع "الأسد"، ذكر "نيربية" أن هنالك أسبابا عميقة وثابتة، لانعدام ثقة الغرب بالنظام، من خلال سجلات حقوق الإنسان ومسألة الهجرة والمخاوف من وجود دولة فاشلة، على واحد من أهم تقاطعات الطرق "الجيوبوليتيكية" في العالم، ناهيك عن وجودها على حدود إسرائيل ومكامن النفط والغاز، بالإضافة إلى أن تركيز الغرب على القضية السورية بات محددا بالسلبية، نظرا لطول المعاناة والسلبية ومماطلة النظام والروس، مع التأكيد على الموقف الثابت من التطبيع وتعزيز المحاسبة، ما يعني تكريس الحالة والمعاناة الراهنة للسوريين..

وأشار "نيربية" إلى ضرورة تصفية المعارضة بشكلها الحالي دون تسرع، ولا بد من تغيير مضمونها من حيث الرؤى، وضمان وجود عقلية منفتحة وتواجد الطاقة والإرادة للتغيير..

وأضاف "نيربية" أنه من الضروري العمل على مشكلة الهوية السورية، الذي ينتمي لها السوريون، انطلاقاً منها إلى ذلك البلد التي ورثها بعد استقلاله، لتسييس هذا الانتماء فقط، وتحييد الانتماءات الأصغر والأكبر لا بمعنى نفيها، بل وضعها جانباً عند البحث في دستور سوريا المستقبل من حيث المواطنة المتساوية وأخذ هواجس من يحملون تلك الانتماءات بالحسبان، عند تركيب نظام الحكم، لتحقيق الدولة القادرة على العيش والثبات وتدوير الزوايا الحادة.

موفق نيربية ©

2023.07.2626.07.2023